بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
التوبة : 122
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبي الرّحمة محمد وآله الطيبين الطاهرين .
لا يخفى على أحد شرف العلم وفضله ، وبه أظهر الله تعالى فضل آدم (ع) على الملائكة وأمرهم بالسجود له ، وهو الوسيلة إلى السعادة الأبدية إن وقع العلم على مقتضاه .
كما أن ظاهر الآية الأنفة الذكر تحضّ على التفقه في الدّين أصولا وفروعا ، ووجوب تبليغها بعد تحصيلها .
لذلك تكتسب دراسة العلوم الدينية أهمية كبيرة في بناء شخصية الطالب العلمية والسلوكية ، وهذا يتطلب :
أولا : منهجا علميا وتربويا .
ثانيا : في كيفية تحصيل هذه العلوم .
وقد كان لأئمة أهل البيت (ع) وأصحابهم دور ريادي وتأسيسي في هذا المضمار ، فترعرعت في مدرسة الإمامة أجيال من العلماء شقت علومهم العالم الإسلامي ، فدونوا كتبا ، ودرسوا ، وعلّموا من خلال الحلقات العلمية في المساجد وغيرها ، بل لم ينحصر ذلك بالعلوم الدينية بل تعداها إلى العلوم الطبيعية .
ومع مرور الزمن تراكمت تجارب كثيرة على أيدي العلماء ، وبرزت مدارس ومناهج ، وطرق عديدة ، ودٌونت الكتب والموسوعات وغير ذلك ويعتبر هذا من أعظم الإنجازات التي قام بها العلماء الأمناء فأسسوا الحوزات ، والمعاهد الدينية ، فبرزت الحواضر العلمية ، والتي ذاع صيتها وأشتهر في العالم الإسلامي ، واليوم تعدّ النجف الأشرف وقم المقدّسة الحاضرتان الإسلاميتان العلميتان الأبرز في عالمنا الإسلامي . وفي زمن تشهد الساحة العالمية تطورات علمية مهمّة لم تشهدها من قبل . أمام هذا التحدي وجدنا الحاجة الماسة إلى تحصين وتأهيل طالب العلم بأدوات المعرفة الحديثة مستفيدين من تجارب الماضين وآخذين بعين الإعتبار تطور الأعصار والأمصار وبعبارة أخرى : ضرورة حفظ أصالة الماضي وصياغته على ضوء مستجدات الحاضر .
من هنا لا بد لطالب العلم من كيفية خاصة للتحصيل العلمي وهي تمر في ثلاثة مراحل .
المرحلة الأولى : مرحلة تأسيس الملكات بأن يصبح لدى طالب العلم ملكة بكل مادة أساسية يدرسها وتشمل المقدمات .
المرحلة الثانية : تنضيج وتوسيع المدارك العلمية وتوسيع المعلومات وفق منهجيّة مدروسة وقواعد علميّة وهي تبدأ من السطوح .
المرحلة الثالثة : مرحلة الإختصاص ، وفي هذه المرحلة يتم فرز الطالب حسب التقييم العلمي ورغبته بنوع الإختصاص وتبدأ بعد الإنتهاء من السطوح وتكون وفق آليات استدلالية معمّقة .
بالإضافة إلى هذه المنهجية لا بد من الأخذ بعين الإعتبار جملة أمور وهي :
1 ـ اختيار أفضل المتون الدراسية المناسبة بعد مقاربتها مع المتون الأخرى .
2 ـ اختيار المدرسين أصحاب الكفاءة إن لجهة فهم المادة أو لجهة القدرة على بيانها .
3 ـ اعتماد أساليب وطرق التدريس الناجحة .
4 ـ التأكيد على خصوصية وأهمية المباحثة والمذاكرة وتحضير البحث بين الطلاب .
5 ـ تعاهد الأستاذ لطلابه في التحصيل العلمي لكل مادة أساسية من خلال متابعته اليومية ووضع برنامج علمي للطالب .
6 ـ التدرج في أعطاء المواد الأساسية والتركيز عليها مادة مادة بحيث تكون هناك مادة أساسية لكل مرحلة وهذا ما سنبينه في الجدول الآتي .
في النحو: مدخل للنحو .
قطر الندى .
الفية ابن مالك .
في الفقه : الرسالة العملية .
وسيلة المتفقهين .
اللمعة .
المكاسب .
في المنطق : منطق المظفر .
في البلاغة : مدخل لعلم البلاغة . مختصر المعاني .
في الأصول : المعالم للشهيد الثاني .
أصول المظفر .
المنهجية في الإستنباط .
الكفاية ، الحلقة الثالثة .
في العقائد : دروس في العقيدة للسبحاني . البداية والنهاية .
في السيرة :- سيرة الرسول الأكرم للسيد علي محمد حسن فضل الله .
- سيرة الائمة الاثنى عشر للسيد هاشم معروف الحسني .
في التفسير : تلاوة / تجويد / علوم القرآن . تفسير .
مرحلة الاختصاص : يأتي تفصيلها لاحقا .