السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الموقع قيد الإنجاز والتطوير، شكراً لزيارتكم الحوزة العلمية - معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ
معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية
بيروت - لبنان
للتواصل: تلفاكس: 009611551390

السيرة الذاتية

الأديبة الفاضلة السيدة مريم نور الدين فضل الله


ولادتها

ولدت الكاتبة اللبنانية، الأديبة والباحثة الإسلامية السيدة مريم نور الدين فضل الله وترعرعت في بيئة علمية أدبية، في ربى جبل عامل الذي أخرج العلماء والأدباء وأصحاب الفكر في شتى المجالات على مر السنين والأعوام، رغم الضغوط السياسية والإقتصادية التي كان يتعرض لها هؤلاء العلماء في جبل عامل (لبنان الجنوبي)، رأت النور السيدة(مريم) في سنة 1935 للميلاد. فكانت البنت الرابعة لأبيها الأديب الفاضل المرحوم عبد الحسين نور الدين (عميد آل نور الدين)، الذي ينتهي نسبهم إلى الإمام السابع (موسى بن جعفر) الملقب بالكاظم (ع).

نشأتها

نشأت السيدة مريم وترعرعت في بيت والدها الذي كان مهوى أفئدة الأدباء ومحط آمال طلاب المعرفة، فيه تعقد الندوات الأدبية، وفيه يجتمع أهل العلم، يتحلقون ببساطة حول(السماور) يحتسون الشاي ويرتشفون من أقداحه مباحثاتهم الأدبية ومناظراتهم العلمية ومناقشاتهم الإجتماعية والأخبار السياسية وغيرها من الأمور الحياتية التي كانوا يتداولونها في ذلك الحين في جلساتهم.

طفولتها وشبابها

كانت السيدة مريم تسبح في طفولتها وشبابها في هذا الجو المليء بالعلم والأدب، فنشأت على حب المطالعة وحفظ الشعر وقراءة التاريخ. حتى حازت قصب السبق بين أترابها، إذ كانت الأولى دائما في المدرسة الإبتدائية في جويا، أو في مدينة صور( بالمدرسة الثانوية)، التي إلتحقت بها لمتابعة دراستها بعد نضال مرير من المعارضة التي لاقتها من أفراد مجتمعها الذين كانوا لا يرون تعليم البنات من الأمور المستحبة أو المستحسنة. ولكن والدها الذي كان يتحلى بالإنفتاح الفكري والأخلاق الإسلامية، ويؤمن بالحديث الشريف: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، لم يصغ لمعارضة أحد بل أصر على تعليم بناته وتسلحيهن بالعلم... وتزيينهن بالفضيلة والمعرفة مهما كلف الأمر.

زواجها وسفرها إلى العراق

في سنة 1951 تزوجت السيدة مريم من إبن عمتها السيد علي فضل الله الحسني صاحب العلم والمؤلفات القيمة الجليلة وسافرت إلى العراق حيث كان لا يزال يتابع دروسه الدينية وأبحاثه الفقهية على المراجع الشيعية الكبرى في النجف الأشرف في ذلك الوقت. إنتقلت إلى مدينة النجف الأشرف وسارت الحياة معها طبيعية وإندمجت في مجتمعها الجديد، فلاحظت أنه على مستوى عال من العلم والفكر والثقافة. لكن وجدت أن نسبة المتعلمات ضئيلة جدا، مما حملها على النهوض مع ثلة طيبة من اللواتي وجدت عندهن الهمة العالية والطموح لخدمة المجتمع النسائي والدين والإنسانية. ورفع مستوى النساء اللواتي لم تساعدهن الظروف الإجتماعية والإقتصادية للتعليم. أو ضغطت عليهن قيود المجتمع وتقاليده الظالمة، لنشر العلم والمعرفة بين النساء الأميات، بعقد ندوات تارة، وبالتعليم تارة أخرى يعلمن من فاتها قطار العلم من قراءة وكتابة رغم الصعوبات التي يلاقينها جراء الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية، والضغوطات على المرأة من عادات وتقاليد موروثة، حيث كن يعملن بجد ونشاط، ويتنقلن في الخفاء من مكان إلى مكان ، ومن بيت إلى بيت، لأداء هذه المهمة، راجيات من الله التوفيق والرضا والأجر، علاوة على كتابة البعض منهن المقالات بأسماء مستعارة، تدعو فيها لرفع مستوى الفتيات العلمي والثقافي.

عودتها إلى لبنان وبدء نشاطها الإجتماعي

في سنة 1962 ميلادية، عادت السيدة مريم إلى وطنها بصحبة زوجها وأولادها. وإستقر بها المقام في مدينة بيروت- برج البراجنة- فوجدت أن الإستهتار بالقيم الدينية والأخلاقية ينتشر بين الناس على إختلاف أنواعهم وطبقاتهم. شمرت السيدة مريم عن ساعد الجد، وراحت تعمل بما في وسعها لنشر الفضيلة والدين وتكافح وتناضل بلسانها وقلمها وأفكارها فأخذت تجمع حولها ما استطاعت من النساء فتعقد شبه ندوات بسيطة، فما أن يهل شهر محرم، حتى تسارع لدعوة نساء المنطقة، لإقامة مجلس عزاء سيد الشهداء الحسين بن علي(ع)، طيلة أيام عاشوراء في منزلها، فكانت تغتنم هذه الفرصة للإجتماع لأكبر عدد ممكن من النساء والفتيات لتعليمهن ووعظهن وإرشادهن إلى أصول الدين وتعاليمه وما يترتب على المرأة المسلمة من حقوق، وما ينبغي عليها القيام به والإلتزام فيه من واجبات إجتماعية وفرائض دينينة.

أم لثمانية أولاد مثقفين

علاوة على القيام بواجباتها من الأعمال المنزلية، وتحمل المسؤولية كربة بيت مثالية، وأم لثمانية أولاد، وسيدة مجتمع، كانت مثال نادر للنشاط والحيوية هي وزوجها الذي لا يقل عنها حماسا لخدمة الإسلام والمسلمين فشاركت زوجها في إيجاد جو علمي وأدبي وثقافي في البيت الذي أثمر أولادها الثمانية، ثلاثة ذكور، هم اليوم الدكتور عبد الأمير وعالما دين هما السيد عبد الكريم والسيد عبد الله وبناتها الخمس- بتول، سهام، زينب، منى وهنا، وقد حصلن على أعلى الشهادات وتخرجن جامعيات متفوقات.

مؤلفاتها

وها هي السيدة مريم الآن رغم الإضطرابات والحروب الدامية، التي أصابت وطنها لبنان، والتهجير والرعب الذي لاقته في تلك الأيام العصيبة، لا تزال في نشاطها المعهود، وممارسة هوايتها المفضلة، المطالعة، التأليف، والكتابة ولها في هذا المجال كتب عدة هي:
* المرأة في ظل الإسلام - الذي صدر سنة 1979م، وأعيد طبعه خمس مرات.
* نساء في القرآن - الذي صدر سنة 1993م، وأعيد طبعه مرتان.
* طلائع الشهداء من بني هاشم - الذي صدر سنة 2000م.

هذا بالإضافة إلى عدة كتيبات هي:
* السيد عبد الحسين نور الدين، سيرة وتاريخ - الذي صدر سنة 2008م.
* ترجمة العلامة حجة الإسلام السيد علي فضل الله - الذي صدر سنة 2006م.

فضلا عن عدة مقالات ومقابلات في مجلة "عفاف" الصادرة في بروكسل- بلجيكا، وفي مجلة العرفان الصادرة في لبنان، ومجلة نور الإسلام، وجريدة الوطن الكويتية وفي مجلة الرصد الثقافي الصادرة عن المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت.

الأرشيف الكامل للدروس
أصول
فقه
رجال
تواصل معنا على إحدى المنصات التالية


©جميع الحقوق محفوظة
.