السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الموقع قيد الإنجاز والتطوير، شكراً لزيارتكم الحوزة العلمية - معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ
معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية
بيروت - لبنان
للتواصل: تلفاكس: 009611551390

رقم الدرس: 687
عنوان الدرس: دلالات الالفاظ الثلاث وجريان الأصول اللفظية
المدّرس: سماحة آية الله السيد عبد الكريم فضل الله
الحجم: 7.22 Mb
مرات الإستماع: 32

المتن: الموضوع:
- تذييل، في دلالات الالفاظ الثلاث. وجريان الأصول اللفظية.
- الثمرة في المصطلحات هي في جريان الأصول اللفظية والعقليّة.
- ورد الفاظ ومصطلحات: الدلالة التصوريّة والدلالة الوضعيّة والدلالة الانسيّة، ما الفرق بينها، وما الثمرة من هذا الاصطلاح.

إذن النتيجة في حجّة ظواهر القرآن الكريم. أن الظاهر حجّة ولا يشترط في حجيّته ان يكون عن طريق أهل بيت العصمة سلام الله عليهم، نعم إذا ورد عن أهل بيت العصمة ما يخالف الظهور وكان معتبرا يكون قرينة على أن الظاهر غير مراد.
تذييل:
دلالات الألفاظ الثلاث:
هذا البحث إذا فهمناه جيدا بأعماقه، له أثر كبير في عمليّة الاستنباط، سنبيّن الموضوع ما أمكننا بحسب الواقع المعاش، لان هذه الدلالات عرفية لغوية، سأحاول جعلكم تعيشونه ما أمكنني.
وسنيّن موضوع جريان الأصول اللفظية، مثلا أين تجري أصالة الحقيقة أو أصالة العموم أو أصالة الاطلاق، في أي مرحلة وفي أي دلالة هل تجري في الدلالة التصورية أو في التصديقية الأولى أو الثانية؟ وكما عبّر بعض الأساطين هل تجري في الدلالة الانسيّة أو التفهيميّة؟ وهل تجري في المراد الاستعمالي أو الجديّ،
درج على لسان الأصوليين أن للفظ ثلاث دلالات:
الدلالة التصوريّة، والدلالة التصديقيّة الأولى، والدلالة التصديقيّة الثانية.
ما هو معنى هذه الاصطلاحات، وما هو معنى المراد الجدي والمراد الاستعمالي، ما هو معنى الدلالة الانسيّة، ومعنى الدلالة التفهيميّة.
وقد اسمى السيد الخوئي (ره) الدلالة التصورّية بالدلالة الانسية والدلالة التصديقة الأولى الوضعية والدلالة التصديقية الثانية هي التصديقيّة.
وعبّر عنها السيد محمد باقر الصدر (ره) في بعض مباحثه على ما في بعض التقريرات بالدلالة التصديقية والدلالة التفهيمية والدلالة التصديقية. وعبّر عنها في بعض كتبه بالدلالة التصورية والدلالة التصديقية الأولى والثانية.
ونكرر أن الكلام في أي منها تجري الأصول اللفظية كأصالة الظهور وأصالة الحقيقة وأصالة العموم وأصالة الاطلاق. وكذا الكلام في جريان الأصول العقلائية كأصالة السند، المتضمنة لأصالة عدم السهو وعدم الغفلة والنسيان وعد الخطأ.
بعد هذه المقدّمة، فلنشرع بيان هذه الدلالات، وما المناسب والمختار في التسميّة، وإن كان لا مشاحة في الاصطلاح، ولكن هذه المصطلحات تنفعنا في بيان مجاري الأصول اللفظية والعقلائية.
ففي مقام البحث والتعريف نحتاج لمعرفة المصطلح لكي لا يكون كلام كل واحد في مكان، ويتكلّم كلٌ منا في وادٍ، ولكي نعلم مجاري الأصول والقواعد.
الدلالة الأولى: هي إنتقال الذهن من سماع اللفظ إلى المعنى بمجرّد السماع، ولو مع إحراز إرادة المتكلّم للمعنى، بل ومع إحراز عدم الإرادة، كالكلام من النائم، بل ولو مع صدور الكلام من غير ذي شعور كالمذياع والتلفاز.
وقد سميّت هذه الدلالة بالدلالة التصوريّة تارة وبالدلالة الوضعيّة أخرى، لأن منشأ الانتقال من اللفظ إلى المعنى هو العلم بالعلقة الوضعيّة.
وتارة أخرى سميّت بالدلالة الانسية وهو ما عبّر عند السيد الخوئي (ره)، وذلك لأن -برأيه- هذه الدلالة لا تكون غرضا للوضع، إذ منشؤها أنس الذهن بالمعنى لكثرة استعمال اللفظ فيه لا الوضع، لما ذكره في بحث الوضع من أن الوضع عبارة عن تعهّد الواضع والتزامه بأنه متى ما أراد تفهيم معنى كذا فهو يتكلّم باللفظ الكذائي.
وعليه فلا يكون مجرّد خطور المعنى في الذهن عند سماع اللفظ مستندا إلى تعهّده، بل إلى أنس الذهن به الحاصل من كثرة الاستعمال. وهذه الدلالة مما لا يرتبط بمحل كلامنا، ولا تترتب ثمرة على البحث على أنها هي الدلالة الوضعيّة أو غيرها.
وفي ما أفاده (ره) نظر:
أولا: أننا لا نسلّم بتعريفه للوضع بانه تعهد، أي أن الواضع تعهد بأنه إذا ما أراد تفهيم المعنى الفلاني فانه يأتي باللفظ الفلاني، كما أسلفنا في بحث معنى الوضع، بل الوضع هو نوع علقة تأتي بالصورة الذهنيّة بدل العين لحاجة العقلاء إلى ذلك. واذكر اننا تبنينا تعريف آغاضيا العراقي (ره) في تعريف الوضع.
وملخصه أن أساس القضايا هو الاتيان بالمعنى بنفسه، وحيث اني لا استطيع ان آتي بالمعاني دائما وغالبا بنفسها استعمل العقلاء طريقة أخرى بان نأتي باللفظ وكأننا أتينا بالمعنى لكنه إتيان اعتباري على الموجود بنفسه.
هذا بالإضافة إلى الاشكال بالوضع التعيّني فانه يتم من دون تعهّد.
وأيضا إشكالنا على تعريف السيد الشهيد الصدر (ره) في تعريفه للوضع بانه القرن الأكيد.
اما صاحب الكفاية (ره) فقد عبّر بان الوضع هو نوع اختصاص، وهو احتمال قريب مما عرفنا به الوضع.
وثانيا: السيد الخوئي (ره) نفى الثمرة من التسمية. نقول: إن الثمرة في تسميتها بالوضعيّة هو حصول التبادر منها الذي هو أهم علامات الوضع.
المختار: هذا الدلالة وضعيّة لأن سببها الوضع، وكثرة الاستعمال ناشئة من الوضع، وكذلك الانس الذهني ناشيء من الوضع، فالدلالة الوضعية بلحاظ المنشأ والتصوريّة بلحاظ النتيجة.



الأرشيف الكامل للدروس
أصول
فقه
رجال
تواصل معنا على إحدى المنصات التالية


©جميع الحقوق محفوظة
.