السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الموقع قيد الإنجاز والتطوير، شكراً لزيارتكم الحوزة العلمية - معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ
معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية
بيروت - لبنان
للتواصل: تلفاكس: 009611551390

رقم الدرس: 704
عنوان الدرس: سيرة المتشرعة
المدّرس: سماحة آية الله السيد عبد الكريم فضل الله
الحجم: 8.17 Mb
مرات الإستماع: 56

المتن: الموضوع: سيرة المتشرعة:
- ما كان منشؤها شرعيا، بحث في الاطعام عن روح الامام الحسين (ع).
- هي قسمان: ما كان متصلا بعصر المعصوم (ع) بحيث نعلم كونه فهم منه. حجة وإلا وقع فيها الكلام الذي وقع في الاجماع.
- ما لم يكن متصلا بعصر المعصوم، (ع) فهذا ليس بحجّة، ويقع فيه الكلام ما وقع في الاجماع.

كان الكلام في السيرة وانتهينا من سيرة قوم خاصين وقلنا انها ليست بحجّة، وقلنا ان سيرة العقلاء قسمان: قسم يشترك الشارع معهم في المسلك وهذا يكفي فيه عدم الردع، وقسم لا يشترك معهم فيه وهذا لا يكفي فيع عدم الردع بل يحتاج إلى اثبات. ومثلنا للأول بخبر الواحد والعمل بالظواهر ولعلّ منه الشهرة، ومثلنا للثاني بالقرعة لان الشارع لا يشترك معهم، ففي خبر الواحد ظن قوي والعقلاء كلهم يعملون به ومسلمون به، اما القرعة غير ثابتة على ذلك، فهي لا يؤدي حتى إلى ظن. والاعتماد عليها عند الناس مجرّد رفع النزاع.
أ‌- سيرة المتشرّعة: والمراد منها ما كان منشؤها شرعيا، وليست من عادات الناس كما يتوهم الكثير من الناس، كما في وجوب ستر شعر الرأس للمرأة. وهذه السيرة أقوى من الإجماع، لأن الاجماع قول الفقهاء، والسيرة عمل الفقهاء الذي لا بد ان يكون ناشئا من فتواهم، فالسيرة قول وعمل. لانهم جزء من المتشرّعة.
نعم، تحتاج إلى إثبات كون مسلكهم كمتشرّعة لا كعرف بين الناس، ومن امثلتها: الإطعام عن روح سيد الشهداء الحسين (ع) وهذا يجعلك تعتقد أن هذه من سيرة المتشرعة وليست من عادات الناس. وسنذكر ان سيرة المتشرعة قسمان: قسم متصل بعصر المعصوم وقسم بعيد عن عصر المعصوم، وليس كلاهما على نفس المستوى من الحجيّة.
فهل الاطعام عن روح الحسين (ع) متصل بعصر المعصوم؟
أول من طبخ الطعام للإمام الحسين (ع) هو الامام السجاد (ع)، كان يطبخ بنفسه لنساء بين هاشم ليتفرغوا للبكاء. وأمرهن بشرب السويق بعد أن جفّت دموعهن من البكاء.
الفاطميون في مصر ينحرون الابل للمعزين في سوق القاهرة الكبير.
في بغداد موائد الطعام من عصر البويهيين تمتد على الطرقات.
دولة بني حموّد شرق الاندلس كانت تهتم بإطعام الطعام ليلة عاشوراء قبل الف سنة قبل 1020 سنة.
فهل الاطعام عن روح الامام الحسين (ع) أو النبيّ (ص) أو غيرهما من أهل بيت النبوّة مستحب بعنوانه، أو أنه مستحب كتطبيق لاستحباب الاطعام مطلقا؟ ذلك لورود النصوص الكثيرة في ذلك كقوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً﴾ وقد قيل للنبي إبراهيم الخليل (ع) بمَ صرت خليلا إلى الله؟ قال: بثلاث: بإطعام الطعام، وإفشاء السلام، وقيام الليل والناس نيام. وغيرها الكثير.
ونقول: سيرة المتشرعة تارة تكون متصلة بعصر المعصوم (ع)، وتارة منفصلة عنه.
أما المتصلة بعصر المعصوم فهي تحتاج لأمرين: أولا: ثبوتها، وثانيا ثبوت اتصالها.
أما ثبوتها فقد يقال أن السيرة على جعل الطعام وإهداء الثواب للحسين (ع) وهذا مما لا شك في ثبوته وثوابه ومدحه، ولكنه يختلف عن استحباب الاطعام عن روح الحسين (ع) بعنوانه بغض النظر عن ثواب مطلق الاطعام.
أما ثبوت اتصاله بالأئمة المعصومين (ع) فيحتاج إلى نصوص معتبرة.
وعلى أية حال: فالكلام فيها لو تمّ نفس الكلام في حجيّة الاجماع أو الشهرة المتصلة بعصر المعصومين (ع). وهناك قلنا انه ليس هناك دليل إلا إذا تمّ عندنا أن المعصوم كان يشترك معهم، وإلا إذا لم يشترك معهم فلا يعود كونها أكثر من عادة انتشرت بين المتشرعة ولو لوهم كونها شرعيّة وعليه لا تكون حجّة.
أما سيرة المتشرعة المنفصلة عن عصر المعصومين (ع) أو البعيدة عنهم، فهذه لا دليل على اعتبارها أصلا، وهي تحتاج إلى ثبوتها، أي ثبوت ممارستها كمتشرعة وان يكون منشؤها شرعيا. إلا بناء على قاعدة اللطف من انها تكشف عن رأي المعصوم (ع)، وقلنا ان قاعدة اللطف البسوها لباسا فضفاضا فلا تشمل سيرة المتشرعة، فالسيرة عبارة عن اجماع عملي والكلام فيها حينئذ نفس الكلام في الاجماع.




الأرشيف الكامل للدروس
أصول
فقه
رجال
تواصل معنا على إحدى المنصات التالية


©جميع الحقوق محفوظة
.