السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الموقع قيد الإنجاز والتطوير، شكراً لزيارتكم الحوزة العلمية - معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ
معهد الثقلين للدراسات والعلوم الدينية
بيروت - لبنان
للتواصل: تلفاكس: 009611551390

رقم الدرس: 628
عنوان الدرس: الخلع
المدّرس: سماحة آية الله السيد عبد الكريم فضل الله
الحجم: 3.97 Mb
مرات الإستماع: 46

المتن: الموضوع: الخَلع.

- هل يجب الخلع على الزوج لو تمّ موضوع الخلع في حال بذلت له مقابل الطلاق؟

- ما الفرق بين الضرر والضرار؟

- معنى الضرر لغة.

- معنى الضرار.

- الظاهر ان الضرار هو من باب المفاعلة، والمراد من لا ضرر ولا ضرار: نفي الضرر، ونفي ان يكون ضرر اخيك مبررا لإيقاع الضرر عليه.



ما الفرق بين الضرر والضرار وما هو المختار:

في الحديث عند كل المسلمين: وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، أَنه قَالَ في خبر سمرة بن جندب: لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرارَ فِي الإِسلام. وفي رواية: لا ضرر ولا ضرار.

ما الفرق بين الضر والضرر؟

يقال ضر: ضُر وضِر وضَر. ضِر بالكسر خارج عن الموضوع وهو أن يؤتى بضرّة للزوجة

الضَّرُّ والضُّرُّ لُغَتَانِ: ضِدُّ النَّفْعِ. والضَّرُّ الْمَصْدَرُ، والضُّرّ الِاسْمُ، وَقِيلَ: هُمَا لُغَتَانِ كالشَّهْد والشُّهْد، فإِذا جَمَعْتَ بَيْنَ الضَّرّ وَالنَّفْعِ فَتَحْتَ الضَّادَ، وإِذا أَفردت الضُّرّ ضَمَمْت الضَّادَ إِذا لَمْ تَجْعَلْهُ مَصْدَرًا، كَقَوْلِكَ: ضَرَرْتُ ضَرّاً؛ هَكَذَا تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ.

الضَّرّ ضِدُّ النَّفْعِ، والضُّر، بِالضَّمِّ، الهزالُ وَسُوءُ الْحَالِ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: " وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ "؛ وَقَالَ: " كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ "؛ فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ سُوءِ حَالٍ وَفَقْرٍ أَو شِدَّةٍ فِي بَدَنٍ فَهُوَ ضُرّ، وَمَا كَانَ ضِدًّا لِلنَّفْعِ فَهُوَ ضَرّ.

اما الضرار ففيه اقوال: ان ضرره، اضرّر به، ضارّه، مضارّة، وضرارا، كلّها بمعنى واحد.

وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ مَعْنًى غَيْرُ الْآخَرِ: فَمَعْنَى قَوْلِهِ لَا ضَرَرَ أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ،

وَقَوْلُهُ: وَلَا ضِرار أَي لَا يُضَارّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ (اي الف المفاعلة)، فالضِّرَارُ مِنْهُمَا مَعًا والضَّرَر فِعْلٌ وَاحِدٌ،

وَمَعْنَى قَوْلِهِ: وَلَا ضِرَار أَي لَا يُدْخِلُ الضَّرَرَ عَلَى الَّذِي ضَرَّهُ وَلَكِنْ يَعْفُو عَنْهُ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"؛(اي لا تجازي السيئة بالسيئة).

قَالَ ابْنُ الأَثير: قَوْلُهُ لَا ضَرَرَ أَي لَا يَضُرّ الرَّجُلُ أَخاه فَيَنْقُصه شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ، والضِّرارُ فِعَالٌ مِنَ الضُّرِّ، أَي لَا يُجَازِيهِ على إِضراره بإِدخال الضَّرَر عَلَيْهِ؛ والضَّرَر فِعْلُ الْوَاحِدِ، والضِّرَارُ فِعْلُ الِاثْنَيْنِ، والضَّرَر ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ، والضِّرَار الْجَزَاءُ عَلَيْهِ؛

وَقِيلَ: الضَّرَر مَا تَضُرّ بِه صَاحِبَكَ وَتَنْتَفِعُ أَنت بِهِ، والضِّرار أَن تَضُره مِنْ غَيْرِ أَن تَنْتَفِعَ،

وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى وَتَكْرَارُهُمَا للتأْكيد.[1]

المختار: كل ما ذكر هو من باب الاستعمالات لان اللغويين لم يبيّنون المعنى الحقيقي من غيره، فصار الميدان مفتوحا للاستحسانات والتبادرات المدعاة.

لكن نقول: ان اللفظ له معنى وفي مقام بيان، والأصل عدم الترادف في المعنى، الاصل عدم الاتحاد في المعنىن فالاصل ان يكون الضرر غير معنى الضرار. والترادف ان يكونا موضوعين لمعنى واحد، إذ مع وجود لفظ يدل على المعنى لا داعي للفظ آخر يدلّ على نفس المعنى، فهو تكلّف زائد ولغو محض عند العقلاء، ولذا الاصل عدم الترادف عند أهل المحاورة.

إذن يمكن أن نقول أن الضرر غير الاضرار بالمعنى، الضرر وكأن الله عز وجل يقول لا تجازي الضرر بالضرر ولا السيئة بالسيئة ادفع بالتي هي أحسن، نوع من التربيه، والضرار أَي لَا يُضَارّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وبعبارة اخرى: ضرر صاحبك ليس مبررا شرعيا لان تضرّه. والله هو العالم.














[1] لسان العرب، ابن منظور، ج4، ص 482.

الأرشيف الكامل للدروس
أصول
فقه
رجال
تواصل معنا على إحدى المنصات التالية


©جميع الحقوق محفوظة
.